الشهر: مايو 2022

الثَّمَرُ يَبيعُ الشَّجَرَةَ

بَدَأَتْ صَاحِبَةُ أحَّدِ المشاتلِ بَيعَ أَشْجارِ الخَوخِ )الدُّرَّاقِ(. وَلِأَجلِ ذَلِكَ قَرَأَتْ مَنَاهِجًا مُخْتَلِفَةً )لِمَعْرِفَةِ أَفْضَلِ طَريقَةٍ لِبيعِ الأَشجارِ(. هل عليها وَضعُ الشَّتَلاتِ المُورِقَةِ فِي أَشوِلَةٍ مِنْ الخَيشِ وَصَفُّها فِي عَرْضٍ جَميلٍ؟ هَل تُصْدِرُ كَتالوجًا مُلَوَّنًا يَعْرِضُ أَشجارَ الخُوخِ )الدُّراقِ( فِي أَطوارِ نُموِّها المُخْتَلِفَةِ؟ فِي النِّهايَةِ أَدرَكَتْ مَا الَّذي سَيُساعِدُ حَقًّا فِي بَيعِ أَشْجَارِ الخُوخِ. إِنَّه الخَوخُ الَّذي تُثْمِرُهُ: حُلو )الطَّعمِ(…

رَاحَةٌ (وَانْتِعَاشٌ) فِي بيتِ سِيمون

كَانَتْ رِحْلَتي إِلى مَنْزِلِ سِيمون لَا تُنسى. ذَهَبنا إِلى مَنْزِلِهِ المُتَواضِعِ لِتَناوُلِ العَشاءِ تَحْتَ سَماءٍ مُضَاءَةٍ بِالنُّجومِ فِي نياهرورو بـِ كينيا. عَكَسَتْ الأَرْضِيَّةُ التُّرابِيَّةُ وَضَوءُ المِصباحِ إِمكانِيَّاتِهِ المَحْدُودَةِ. لَا أَتَذَكَّرُ مَاذَا كَانَ الطَّعامُ لَكِنْ لَا يُمْكِنُني نِسيانُ فَرْحَةِ سِيمون بِوجودِنا عِنْدَهُ كَضيوفٍ. كَانَ كَرَمُ ضِيافَتِهِ مِثلَ يَسوع فِي إِنكارِ الذَّاتِ الَّذي يَلْمَسُ القَلْبَ وَيُنعِشُ النَّفْسَ.

ذَكَرَ بُولُسُ فِي كورنثوس الأُولى…

طَعَامٌ مِنَ السَّمَاءِ

فِي شَهْرِ أُغسطس 2020، انْدَهَشَ سُكَّانُ مَدِينَةِ أُولتن فِي سويسرا، عِندما اكْتَشَفوا بِأَنَّ السَّماءَ تُمْطِرُ شُوكُولاتَةً! فَقَد تَسَبَّبَعُطلٌ في نِظامِ تَهوِيَةِ مَصْنَعٍ مَحَلِّيٍّ لِلشُّوكُولاتَةِ فِي انتشارِ حُبيباتِ الشُّوكولاتَةِ فِي الهَواءِ. وَنَتِيجَةً لِذَلِك غَطَّى غُبارٌ مِن رَقائِقِ الشُّوكولاتَةِ الصَّالِحَةِ لِلأَكْلِ السَّيارَاتِ وَالشَّوارِعَ وَجَعَلَ رَائِحَةَ المَدينَةِ بِأَكْمَلِها مِثلُ رَائِحَةِ مَتْجَرِ حَلوى.

عِندما أُفَكِّرُ فِي طَعامٍ لَذيذٍ يَسْقُطُ مِنَ السَّماءِ بِطَريِقَةٍ "سِحْرِيَّةٍ"، لَا…

الْتَمِسُهُ

استلقت عمتى الكبيرة العجوز على سريرها وابتسامة تعلو وجهها. كان شعرها الرمادي موضوع للخلف كاشفًا عن وجهها والتجاعيد تغطي وجنتيها. لم تكن تتكلم كثيرًا لكنني ما زلت أتذكر عدة كلمات قليلة قالتها عندما كنت أزورها مع أبس وأمي. لقد همست: "أنا لست بمفردي. يسوع هنا معي".

لكوني عزباء في ذلك الوقت، تعجبت من تصريح عمتي. كان زوجها قد توفي منذ…

شَجَاعَةٌ غَيرُ عَادِيَّةٍ

عَامَ 1478 نَجَا حَاكِمُ فُلورنسا بِإِيطاليا لورنزو دي ميدتشي مِنْ هُجومٍ عَلى حَياتِهِ. وَشَنَّ أَبناءُ وَطَنِهِ حَرْبًا عِندما حَاوَلوا الانتقامَ مِنَ الهُجومِ الَّذي تَمَّ عَلى زَعِيمِهم. وَعِندما تَفَاقَمَ الوَضْعُ أَصْبَحَ مَلِكُ نَابولي القَاسي فِرانتي عَدوًّا لـ لورنزو، لَكِنَّ تَصَرُّفَ لورنزو الشُّجَاعَ غَيَّرَ كُلَّ شَيءٍ. فَقَدْ قَامَ بِزيارَةِ المَلِكِ بِمُفْرَدِهِ وَهو أَعزل. نَالَتْ هَذِهِ الشَّجَاعَةُ المُقْتَرِنَةُ بِلباقَةِ لورنزو وَذَكَائِهِ، إِعْجَابَ فرانتي…

الصِّراعُ الشَّرِسُ

عَامَ 1896، وَجَدَ مُسْتَكْشِفٌ اسمُهُ كَارل أَكيلي نَفْسَهُ فِي مِنْطَقَةٍ نَائِيَةٍ مِنْ أَثيوبيا، تُطَارِدُهُ فَهْدَةٌ )كَشْماء( يَبْلُغُ وَزْنُها ثَمانِين رَطلًا )36 كِجم تَقْرِيبًا(. تَذَكَّرَ الفَهْدَةَ وَهِي تَنْقَضُّ عَلَيهِ قَائِلًا: ")حَاوَلَتْ( غَرْسَ أَنْيابِها فِي رَقَبَتي". لَكِنَّها أَخْطَأتْ )رَقَبَتَهُ( وَنَشَبَتْ أَسْنَانَها فِي ذِرَاعِهِ الأَيمنِ وَهَتَكَتْهُ بِفَكَّيها القَوِيَّينِ. تَدَحْرَجَ الاثنانُ عَلى الرِّمَالِ فِي صِراعٍ طَويلٍ شَرِسٍ. شَعَرَ أَكيلي بِالضَّعْفِ، وَكَما قَالَ: "أَصْبَحَتْ المَسْأَلَةُ…

الَّلعِبُ مَعَ الكَونِ

كَتَبَ عَالِمُ فَلَكٍ بَارِزٍ لَا يُؤمِنُ بِاللهِ فِي أَوَائِلِ ثَمانِيناتِ القَرنِ العِشرين، قَائِلًا: "يَقْتَرِحُ المَنْطِقُ العَادِيُّ لِلحَقَائِقِ أَنَّ ذَكاءً فَائِقَا قَدْ لَعِبَ مَع الفِيزياءِ وَالكِيمياءِ وَعِلمِ الأَحياءِ )لِخَلْقِ الكَونِ(". أَظْهَرَتِ الأَدِلَّةُ بِالنِّسبَةِ لِعَينِ هَذا العَالِمِ أَنَّ شَيئًا مَا قَدْ صَمَّمَ كُلَّ شَيءٍ نَراهُ فِي الكَونِ. وَأَضافَ: "لَا تُوجَدُ قِوى غَيرُ مَرْئِيَّةٍ تَسْتَحِقُ التَّحَدُّثَ عَنها فِي الطَّبيعَةِ". بِكَلِمَاتٍ أُخرى، يَبدو بِأَنَّ…

عَطِيَّةُ التَّوبَةِ

"لا! لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ!" سَمِعَتْ جِين إنْكَارَ ابنِها المُرَاهِقِ دَانيال بِقَلْبٍ حَزِينٍ لِأَنَّها كَانَتْ تَعْلَمُ بِأَنَّه لَا يَقولُ الحَقِيقَةَ. رَفَعَتْ صَلاةً قَلبِيَّةً سَرِيعَةً إِلى اللهِ قَبلَ أَنْ تَسْأَلَ سِيمون مَرَّةً أُخرى عَمَّا حَدَثَ. لَكِنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي إِنْكِارِ أَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ، فَغَضِبَتْ وَرَفَعَتْ يَدَيها )تَعبيرًا عَنْ سَخْطِها(. وَقَالَتْ إِنَّها بِحَاجَةٍ إلى الابتعادِ، وَعِنْدَمَا استدارَتْ لِتُغَادِرَ شَعَرَتْ بِيَدٍ عَلى كَتِفِها وَسَمِعَتْ ابنها…

إِنْهَاءُ (السِّبَاقِ) بِقُوَّةٍ

مَع وصولي لِلدَّقَائِقِ القَليلَةِ الأَخِيرَةِ مِنَ التَّدريبِ الَّذي يَسْتَغْرِقُ أَربعينَ دَقِيقَةٍ، يُمْكِنُني التَّأكيدُ عَلى أَنَّ مُدرِّبي سَيَصْرُخُ قَائِلًا : "إِنْهي التَّدريبَ بِقُوَّةٍ!" يَسْتَخْدِمُ كُلُّ مُدَرِّبٍ شَخْصِيٍّ أَو قَائِدِ مَجْموعَةِ لِياقَةٍ بَدَنِيَّةٍ عَرَفَتُهُ تِلكَ العِبَارَةِ قَبلَ بِضعِ دَقائِقٍ منْ انتهاءِ التَّدريبِ وَالاسترخَاءِ. إِنَّهم يَعْرفونَ بِأَنَّ نِهايَةَ التَّدريبِ لا تَقِلُّ أَهَمِّيَّةً عَنْ بِدايَتِهِ، وَيَعْلَمونَ أَنَّ جَسَدَ الإِنسانِ لَدَيهِ مَيلٌ لِلإِبطاءِ أَو التَّراخِي…

السَّيرُ بِبَرَكَةٍ

عَامَ 1799، وَجَدَ كُونراد ريد وَهو فِي الثَّانية ِعَشَرَ من عمرهِ صَخْرَةً كَبيرَةً مُتَلَألِئَةً فِي الجَّدوَلِ الجَّاري عَبْرَ مَزْرَعَةِ أُسْرَتِهِ الصَّغِيرَةِ فِي شِمَالِ كَالِيفورنيا. حَمَلَها إِلى البَيتِ ليُريها لِأَبِيهِ المُزَارِعِ المُهَاجِرِ الفَقيرِ. لَمْ يُدْرِكْ وَالِدُهُ قِيمَةَ الصَّخْرَةِ المُحْتَمَلَةِ وَاسْتَخْدَمَها كَصَدَّادَةٍ لِلبابِ سَارَتْ الأُسْرَةُ بِجَانِبِها لِسَنَواتٍ )دُونَ الانتباهِ لَها وَإِدراكِ قِيمَتِها(.

فِي النِّهَايَةِ جَذَبَتْ صَخْرَةُ كونراد، الَّتي هِي فِي الوَاقِعِ كُتْلَةٌ…